مرهق، شاحب، كان يوحد محلول معلق في يدها من الواضح على قسمات وجهها أنه يؤلمها.
اقترب عمر منها، وبدأ يمسد فوق خصلات شعرها المتناثرة على وجها بحنان وحب ثم بدأ يبعدها عن وجهها؛ حتى لا تنزعج، رفعت رأسها إلى أعلى تطالعه، ظلت تنظر إلى عينيه الواقعة في عشقهما، لا تعلم كيف ومتى شردت في
عينيه؟!
تشعر أن عيناه كالمغانطيش تقوم بجذب عينيها نحوه، شعرت أن الدنيا بأكملها فد توقفت في تلك الوهلة، لم تشعر بشئ آخر سوي عينيه بلونها المميز الممزوج من اللونين، الأزرق الذي يشبه البحر في زُرقته، والأخضر الشبيه بالأشجار كالغابة، تشعر بدفء شديد يتملكها بمجرد النظر داخل عينيه فقط، حياة جديدة، وأمل يشرق
بداخلها بسببه.
كان هو الآخر يبادلها نفس الشعور، يشعر بحب شديد ينبعث من عينيها، لا يصدق مدى حبه لها، إذا كان جاء شخص وأخبره أنه من الممكن أن يعشق فتاة بهذا الحد الذي يعشقها به، كان سيكذبه على الفور، لكنه احبها بشدة، يحبها بدرجة فاقت جميع الوصف، لكن بماذا يفيده الحب، وهو بنفسه مَن يقوم بتدميره؟!!
تحدثت نهي بغيظ وكره، تقطع شرودهم سويًا، وهي ترمق آلاء بنظرات حاقدة
:- عاملة إيه دلوقتي؟
كانت تضغط فوق كل حرف تتفوهه بضيق شديد.