جلس بجانبها فوق الفراش وظل يمسد فوق شعرها بحنو شديد، يتأمل ملامحها الهادئة عينيها المغلقة، شعرها المتناثر حولها، شفتيها الورديتان، يتمنى أن يذهب في رحلة جميلة معها ولم يخرج من رحلته للأبد، لم يشعر كم مر وقت عليه وهو بجانبها، فعندما يكن بحانبها لم يعلم شئ آخر سواها هي، ينسى ذاته و كل شئ بداخله معها، يشعر
انها الجانب الايجابي الذي يعطي لحياته معنى،ويدفعه دوما لخطواته في الحياة، بسمتها وبراءتها هما اللتان يجعلهما يكمل حياته، وكل شئ حوله، يحارب العالم بأكمله من أجلها، مستعد أن يحارب لأجلها هي فقط، هي النبض الذي ينبض في قلبه… قلبه ينبض لها.
ظل شارد بها وبتفاصيلها المحفورة في قلبه وعقله، لم يشعر بأي شئ سوى بصوتها الواهن الذي يبدو به الضعف والتعب
:- طالما بتحبني، ومهتم بيا أوي كدة، بتعمل فيا كدة ليه؟
رد عليها بذهول وعدم تصديق، وهو يشير بسبابته نحو ذاته بدهشة
:- أنا، وأنا بعمل فيكي إيه؟
اجابته بدهشة واستنكار ساخر على الرغم من الحزن البادي في نبرتها ولم تنجح في اخفاءه
:- هو لو أنتَ بعد كل دة، شايف إنك معملتش فيا حاجة، يبقي دي مصيبة فعلا، أمال لو عملت هتعمل إيه
واصلت حديثها بتساؤل، وقد امتلأ صوتها بالعتاب والحزن
:- ليه بتعـ.اقبني؟