اصبحت لم تبتسم سوى لمجاملة بعض الأشخاص؛ حتى لا يشعرون بما تمر به، أصبحت تكره كل شئ في حياتها، تتمنى أن ترحل من هذا العالم، وتذهب بجانب والديها اللذان عاشوا حياتهما في لاجل سعادتها فقط.
فاقت من شرودها على صوت عمر الذي أردف يتحدث مع فريدة بهدوء واحترام
:- اركبي أنتِ يا فريدة مع ماما و أنا هاخد الاء ونغم معايا.
حركت رأسها عدة مرات نافية قبل أن يصدح صوتها المعترض، وتحدثت بصوت مرتفع يملؤه اليأس وخيبة أمل
:- لا.
توجهت أنظار الحميع نحوها بدهشة، فاكملت حديثها بخفوت شديد
:- لأ، أنا عاوزة اركب مع عمتو مش معاك.
أنهت جملتها وتوجهت تقف بجانب سناء تمسك في زراعها بقوة، كالطفلة الخائفة التي تمسك في يد والدتها حتى لا تذهب إلى مكان مجهول.
تشعر أنها كالتائهة، تائهة في تلك الحياة و متاعبها، بقدر ما أُخِذَت من الفرح والسعادة، تأخد الآن نصيبها من الوجع، الخذلان، والإنكسار..
ردت سناء بهدوء، وهي ترى حالتها الغير متزنة، التعب والضغف باديان بوضوح فوق قسمات وجهها