ويعشقها كما كان لم يتغير به أي شئ، بالطبع كل ذلك كذب.
قطعت جبل أفكارها المشتتة التي ستجعل عقلها ينفجر، عندما وجدت فريدة تدلف عليها الغرفة بعدما دقت عدة مرات لكن من الواضح أنها لم تنتبه.
شعرت فريدة بالدهشة ما أن رآتها؛ بسبب هيئتها التي تدل على حدوث شئ خاطئ، وجدتها في غرفتها فوق الفراش شاردة الذهن، غير واعية تمامًا لأي شئ حولها، كأنها في عالم آخر منفصل تمامًا عن الحياة.
عقدت فريدة حاجبيها بدهشة، واقتربت منها تهز إياها برفق؛ حتى انتصرت في النهاية في جذب انتباهها وخروجها
من دوامة أفكارها القاسية عليها، كانت لا تعلم لمتى ستظل بها، انتبهت لها على الفور وغمغمت تسأل إياها بخفوت
:- في إيه يا فريدة؟
ظهر معالم الدهشة فوق ملاكح فريدة، لكنها لم تنجح تلك المرة في إخفاءها، أردفت تجيبها بنبرة هادئة
:- يلا يا بنتي كله جهز تحت، و مستنيكي عشان نتحرك في حاجة ولا إيه، مال شكلك تعبان كدة؟
حركت رأسها نافية، تجاهد أن تجبر شفتيها على رسم ابتسامة زائفة حتى نجحت بالفعل، وسارت معها وهي ترسم تلك الإبتسامة الباهتة الخالية من أي مشاعر حقيقية.