في راويتي
كان يتشوق لقراءة كل جزء جديد أكتبه بعد أن أدخل لأنام بغرفتي حتى يشق الفجر ضوئه احيانا برفقة سجائره وفناجين من القهوة والشاي أمامه
وكان يعمل ويرتب البضاعة بالمول القريب من بيتنا رغم شهادة الهندسة المعلوماتية لعدم توفر وظيفة له باختصاصه ويكمل دراسة الماجستير بالجامعة نخرج معا في الصباح بعد أن نتبادل الآراء كل منا بثياب الأخر هو لعمله أو لمحاضراته وأنا لعملي في المشفى
كان يعود منهكا ومتعبا فترتيب البضاعة يتطلب جهدا كبيرا
فيجدني قد حضرت له أطباق شهية يسند بها جسده المرهق نتناول الطعام سويا ولكنه كان قليل الكلام والشرود والصمت في أغلب اوقات تواجده بينما كنت الطف الجو بمزاحي وضحكاتي فيهرب إلى سيجارته وأزهاره
ويوما راقبته يقف أمام مكتبتي الصغيرة يقلب الكتب بعد أن وجدني غير مهتمة به مثل كل يوم وأنا منهمكة بكتابة جزء جديدًا من
روايتي وأخذ يبحث عن شيء ليفتح النقاش معي أي شيء
قال لي : سأقرأ كتابكِ هذا هل تسمحين لي به
أجبته بشقاوة ادفع لي ثمن أجرة القراءة اولا