دخل والدها وقال بإبتسامة حانية:-
– يلا يا غِصن تعالي يا حبيبتي.
وأمسك بيدها بحنان وحب أبوي لتظل تحمد الله على نعمة والدها، كم تشعر بالآمان وهو بجانبها .. اللهم إن هذا
أبي عيني الثالثة ومأمني وضلعي الذي لا ينكسر فاحفظه ولا تدع سوءً يمسه..
تنفست بهدوء وهي تدخل الغرفة بجانب والدها لتقابلها عطره الذي ملء ذرات الهواء فيدق قلبها بقوة ثائرًا اخرسته بإستغفار خفي، وقالت بهدوء:-
– السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لم يستطيع أن يصوب أنظاره تجاهها، لمح هيئتها بطرفٍ خفي فكانت شرارات النقاء تتناثر من حولها..
تنحنح ورد السلام بنبرة خشنة:-
– وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
جلست غصون بمقعد مقابل لكنه ينأى بعيدًا بأحد الزوايا، ابتسم والدها وقال:-
– بشمهندس عُدي يا غصون، ودي ست البنات كلهم وحبيبة أبوها غصون يا عُدي .. أسيبكم أنا بقى علشان تتعرفوا على بعض..
وخرج والدها تاركًا الباب مفتوحًا وساد الصمت الأرجاء..
كانت تفرك أصابعها بتوتر وقد جف حلقها كصحراء جرداء وتُردد سراً ببعض آيات القرآن والذِكر وهي خافضة