التف الجميع حول المائدة يتناولون طعام الغداء ويثنون عليه خيرًا فقد كان طيب الرائحه، كانت المائده طويله تضم جميع أفراد العائله يجلس الجد على رأسها والجده تجلس مقابله وحولها أبناءها الثلاث وزوجاتهم في مقابلهم ثم يليهم الأحفاد الخمسه، فالحفيد الأكبر في الصف الثالث الإعدادي، تجلس سلمى في مقابل سليم مع غياب يمنى وشريف.
أردفت الجده: سلمى الي عامله كل الأكل دا
الجد: تسلم إيدك يا بنتي، تعبناكِ معانا… بقا إنتِ جايه تغيري جو تقومي تقضي يومك في المطبخ!
أردفت بحياء مبتسمه: لا والله دا أنا قضيت أجمل وقت معاهم
أردفت الجده:
-متغيبيش إنتِ علينا بس وابقي هاتي يمنى وتعالي علطول
بدأوا يتناولون الطعام وينظر سليم خلسةً لسلمى من حين لأخر.
وقبيل المغرب وقبل غسق الليل وقفت سلمى تنظر من الشرفه، فالبيت موقعه مميز يطل على البحر، هذا البحر الذي يشبه أيامها كبير ومخيف قررت الخروج من غرفتها لتقف أمام البحر تحكي له عن أحزانها، سرقها الوقت وأتى عليها الليل، وأصبح الجو معتم إلا من أضواء بعيدة نسبيًا عن مكانها بدأت تغني بصوت حزين:
فروحت أناشد الظلمه أأيني؟ فهذا الليل ضيعني خطاه، فلا خبرّ ولا أملٌ يواسي وعزف الموج أرعبني صداه، سأشكو الحزن يا أمواج إني وحيد مثقلٌ مما دهاه، فيا موج ولم يبقى سوانا أليس الحزن في عيني تراه؟! فكن أنسي أسوق لك المعاني فإن القلب كبله أساه… فإن القلب كبله أساه.
-وإني تائه في بحر حب