ركضت للصالة حين سمعت صوته يحادث طفلها، وقفت تنظر له بترقب لتجده لم ينظر لها حتى واتجه لغرفتهما، لتوقفه بسؤالها:
_ يوسف مش هتاكل؟
ودون أن ينظر لها كان يجيبها:
_ مش دلوقتي.
أغمضت عيناها بحزن فهذا هو حالهم منذُ أسبوع كامل، يتجاهلها بشكل يؤلم قلبها، اتبعته للغرفة لتراقبه بصمت وهو يبدل ثيابه، صمت دام لثواني قبل أن تقول:
_ مش هتاكل ليه!؟ أنتَ مبتكولش من وقت ما بتفطر!
ارتدى ثيابه البيتية وهو يقول:
_ أنا هنزل اقعد مع خالتي شوية مقعدتش معاها من يوم ما جت.
ضغطت على أسنانها بغيظ، فتلك المصيبة “شيرين” لم تذهب بعد ثلاثة أيام كما قالت بل جاءت خالته هي أيضًا بحجة أنها تريد الترفيه عن ذاتها ليمر أسبوع دون أن يذهبا..
_ هو أنتَ هتفضل زعلان مني لامتى!؟
تجاهل حديثها ثانيًة يقول:
_ لو عاوزه تتغدي أنتِ ويونس اتغدوا.
مر بجانبها لتمسك ذراعه وقد أغضبها تجاهله لتقول بعصبية طفيفة:
_ أنا عملت أيه لكل ده؟اسبوع كامل متجاهلني، أنا عمري ما توقعت أنك تعاملني بالقسوة دي!
نفض ذراعها بعنف قبل أن يقول:
_ أنتِ مش مقتنعة بالي عملتيه، وشايفة إنك صح.. أنا فعلاً قاسي إن كان عاجبك.. وياريت تتعودي على الوضع ده لأنه الي هيبقى مستمر الفترة الجاية.