_ أنا جاية.
وأغلقت المكالمة دون حرف آخر ودون حتى توديع “سمر”.. قذفت بهاتفها فوق الفراش وركضت لخزانتها لتخرج ثياب تلائم الخروج.
_ في ايه يا بنتي قلقتيني، مين عمل حادثة أختك كويسة؟؟
رددتها “بشرى” بقلق وهي تتابع حركات ابنتها السريعة المتلهفة، حتى انها بدأت تغير ثيابها غير مهتمة بوقوفها على غير العادة، هتفت ثانيًة بأعصاب تالفة:
_ يابنتي رُدي عليَّ، انا اعصابي مبقتش فيَّ.
انتهت من ارتداء ثيابها لتقف أمام المرأة لتلف حجابها وهي تهتف بدموع متساقطة:
_ عاصم..عاصم عمل حادثة يا ماما.
توترت معالم وجه والدتها وهي تقول:
_ استر يارب.. حادثة ايه دي؟ وهو عامل ايه دلوقتي؟
لم تكن بحالة تسمح لها بإجابة والدتها على اسئلتها فردت باستعجال وهي تخرج من الغرفة:
_ معرفش يا ماما.
اتبعتها والدتها للخارج وهي تسألها:
_ هتروح فين طيب؟
ارتدت حذائها وهي تجيبها بانفعال:
_ هو ايه الي هروح فين! هروح اشوف جوزي..
أنهت حديثها وهي تفتح باب الشقة وخرجت منها دون السماع لوالدتها التي ودت لو تخبرها أن تنتظرها حتى ترتدي ثيابها هي الأخرى وتذهب معها، لكنها لم تعطيها فرصة حتى.
__________________
فتحت الباب لتتفاجئ بوجود “نانسي” أمامها، ابتسمت تستقبلها برحابة ودلفت معها للداخل وهي تسألها :
_ بس غريبة مكلمتنيش يعني قبل ما تيجي زي العادة.
جلست على أحد الكراسي في الصالة الواسعة وهي تقول مبتسمة:
_ قلقت عليكِ قولت اجي اشوفك.