مصالحته فيهم كانت قبل الاعتذار تشير إلي أنها تضحي كي تسوي الأمر بينهما وإن ما فعلته كان مجرد ردة فعل لرفضه الغير مبرر لوجود “نانسي” في حياتها، كيف لشخص أن يعتذر وهو يشير بنفس ذات الوقت أنه لم يخطئ!؟ وكيف له أن يتقبل اعتذارها وهي لا تعترف بخطأها أساسًا..
يرهقه الوضع بينهما لسبعة أيام كاملةً، فالأمر لا يتعدى سوى بعض الكلمات القليلة جدًا طوال اليوم، وهذا الوضع لا يناسبه تمامًا ولا يهواه قلبه فهو لم يعتاد من قبل على هذا البُعد بينهما رغم كثرة الخلافات، لكن ماذا بيده وهو يراها ما زالت بنفس كِبرها وغرورها وتعنتها.. مازالت لا تعترف بخطأها، بل والأدهى توقفت محاولتها على مراضاته وتجنبته هي الأخرى وكأن كرامتها حتمت عليها هذا! فدفعت كرامته هي الأخرى للثوران.. فإن كان المُخطئ يتكبر عن تسوية الوضع بينهما سيفعلها هو!!!.
_______________________
وأما “ريهام” فهي الوحيدة التي مرت عليها هذة الأيام بهدوء تام بل وجعلتها تعترف بكثير مما حاولت تجاهله.. ولكنها لم تستطع أن تستمر في التجاهل وهذا أول ما اعترفت بهِ، وتاليًا اعترفت أنها ما زالت لا تستطيع تقبل حياة طبيعية مع زوجها العزيز “عاصم” فكل مرة تحاول إجبار ذاتها على تقبل حياتها معه تجد ذاكرتها تقف لها بالمرصاد وهي تذكرها بندالته معها سابقًا.. ولا تُسمى غير “ندالة”،
مازال ألم الخذلان لم تتخلص منهُ وربما هذا أكبر حاجز بينهما.. ولأنها ذكرته ب”العزيز” فهذا ثالث شئ اعترفت بهِ لذاتها.. أنه” عزيزًا” رغم كل ما حدث بينهما ورغم كل شئ لكنها مازالت تحمل له مشاعر خاصة في قلبها، مازالت “تحبه”! وهل يستمع القلب لحديث العقل؟ بالطبع لا، لذا فقلبها لم يكره يومًا كما ادعت سابقًا، والبُعد بينهما أكد لها هذا.. وآخر ما اكتشفته أنها لن تستطيع الابتعاد عنهُ
كثيرًا.. ليس لشئ سوى أن عقلها طوال اليوم مشغول بهِ، ماذا أكل؟ وماذا يفعل الآن؟ وماذا يفعل حين يعود من عمله؟ هل يبقى في شقته بمفرده أم مكثَ مع أهله ليستأنس بهم؟ تُرى هل يفتقدها؟ إذًا لماذا لم يهاتفها ولو مرة منذُ تركها ببيت والدتها؟ أم أنه ملَ من المعافرة؟؟