بحثت عنه في ارجاء الفيلا ولم تجده وأخيرًا وجدته في الغرفة الصغيرة الملحقة بالمنزل والتي تقبع في الحديقة، تلك الغرفة المخصصة لهواية “بدر” التي يخرج بها شغفه وغضبه ألا وهي الملاكمة.. دلفت للغرفة بخطى مترددة بعد أن وقع بصرها عليه وهو يمارس تلك الرياضة العنيفة، توقفت لحظات تنظر له بتوجس وعقلها يتخيل ماذا إن
تلقت لكمة من قبضة يده هذه حتمًا سيصيبها ارتجاج بالمخ هذا إن لم تمت في الحال.. أخرجها من شرودها وتفكيرها الأحمق صوته الساخر وهو يقول:
_ هتصوريني؟
انتبهت له بعد أن توقف عن لكم ذلك المجسم الضخم، التقطت أنفاسها بهدوء وقالت بنبرة حاولت جعلها رقيقة أكثر من المعتاد:
_ أنا آسفة يا حبيبي عارفة إني غلط لما خرجت مع نانسي رغم إنك عارضت، وغلط لما اتأخرت رغم إنك طلبت
مني ارجع بسرعة.. بس اوعدك إن كل ده مش هيتكرر تاني.
ضيق عيناه في دهشة لا يصدق أن “لليان” تعترف بخطأها بل وتتحدث بهذا الهدوء وتعد بعدم تقرار الخطأ.. فاق من تفكيره ليقول بارهاق قد تملك منه بعد يومه الطويل هذا باحداثه التي أرهقته اكثر :
_ وايه بدل حالك؟ مانا لسه مكلمك من ساعتين وقايلك ترجعي ومرجعتيش يعني كنتِ لسه على عِندك.
تنهدت بصبر وهي تقول بكذب لا حرج منهُ في موقف كهذا:
_ لا انا كنت راجعة بعد ما كلمتني على طول بس وأنا خارجه من الكافية قابلت منة أنتَ عارف إن الكافية بتاعها