لن تنكر أن نبرة صوته وعنفوانه في الحديث أصابوا قلقها لكنها حاولت أن تبدو غير مبالية وهي تجيبه:
_ انا مع نانسي يا بدر.. مش قولتلك إننا خارجين!
وإجابته كانت جملة واحدة قالها بغضبٍ مكتومٍ قبل أن يغلق المكالمة:
– ترجعي حالاً.
ابعدت الهاتف عن أذنها تنظر لانتهاء المكالمة بهِ، لتغمض عيناها بضيق وغضب تملك منها هي الأخرى وجملة صديقتها تتردد بأذنها فيبدو أنه بالفعل قرر أن لا يمرر فعلتها على خير.. وأيًا كان الوضع لا يحق له أن يجبرها على العودة كما أمرها بالمكالمة.. هي ليست جارية لديهِ ليعاملها هكذا!
استدارت لتعود لصديقتها وما إن اقتربت منها حتى استمعت لها تقول:
_ من وشك كده يبقى سمعك كلمتين حرقوا دمك.
جلست بوجهها العابس وهو تجيبها بغيظ:
_ عاوزني ارجع حالاً.
وقبل أن تجيبها كانت أخرى تقول:
_ هاي يا بنات.
رحبا بصديقتهما الثالثة “منة” والتي عادت للتو من رحلة عملها للندن التي استغرقت شهرًا كاملً.. احتضناها ببهجة لعودتها ثم جلسا يتحدثان لبعض الوقت في أحاديث متفارقة حتى هتفت ” منة” بتساؤل: