_ قومي عوزاكِ.
رفعت رأسها لتجد والدة زوجها “دعاء” تقف أمامها تحدقها بنظرة حادة لم تفهمها، فنهضت بهدوء تتبعها للداخل.
ما إن دلفا لأحد الغرف حتى شهقت “صفية” بخضة حين قبضت “دعاء” على ذراعها تنهرها بصوتٍ منخفضٍ:
_ أنتِ ايه الي مقعدك وسطهم بره؟ ما تقومي تطلعي شقتك وتسبيهم يتكلموا براحتهم.
ارتجف فكها تنذر ببكاءٍ آتِ لكنها تمالكت ذاتها وهي تجيبها:
– كنت هطلع اهو.
تأوهت بوجع حين ضربتها “دعاء” على ذراعها بقوة قليلة وهي تقول:
_ طالعه اهو! ياخيبتي فيكِ يا مرات ابني.. أنتِ يابت هبلة؟ يعني مش كفاية قاعدة مكتومة وهم عمالين يتكلموا حتى مبتدخليش في الموضوع وكمان عاوزه تتطلعي وتسبيهم؟
ذمت شفتاها بحنق وهي تقول :
_ مش أنتِ الي بتقولي اطلعي؟
_بتريق يا عديمة الدم.. قاعدة ياختي تاكلي في نفسك في سكات ليه.. ما تدخلي في الحوار وتقطعي عليها كلامها
مع جوزك.
رفرفت بأهدابها بتوتر وهي تردف كطفلة صغيرة تتذمر:
_ مهو انا زعلانه.. وحاسه إن قلبي بيوجعني من نظراته لها.
تركت ذراعها تهز رأسها بقلة حيلة وهي تردف:
_ أنا شايفه نظراته عادية، وحتى لو مش عادية أنتِ بشطارتك تخليها عادية.. يابنتي البت دي حرباية مش طالعة لأمها دي مش سهلة وأنا عارفها، انا ما صدقت ابني بعد عنها وأنتِ الي كنتِ من نصيبه.. يالهوي ده انا كنت اتجلط