جاهد في نسيان كل ما مضى، ولحبه لها لم يجاهد كثيرًا.. فقط بحسبه بسيطة في لحظة صفاء عمل موازنة بين الطرفين ليكن النتيجة هي التعادل.. هو خذلها وأخطأ حين عرض عليها الزواج سرًا وتمادى في خطأه.. وهي كذبت وأخطأت حين قبلت عرض زواجه وتمادت في خطأها.. إذًا الأطراف متساوية، وللمضي قدمًا يجب القذف بتلك الذكريات في نهرًا بعيدًا شديد العمق.
____________
الصداقة ليست دومًا تكون هداك للطريق الصحيح، فبعض الصدقات تضل.
كأي شخص غريب، وبعيد بعلاقته كل البعد، كانت تنهي محادثتها بجملة اعتيادية متكررة في مثل هذه المواقف:
_ الف مبروك مرة تانية وربنا يكتبلك الخير.
اغلقت الهاتف بهدوء تام، وهي تنظر أمامها بشرود، كيف من كان رفيقًا أمس يصبح غريبًا اليوم بهذه البساطة؟ “نانسي” من كانت تمثل لها صديقة وأخت وجزء لا يتجزأ من حياتها، الآن هي مجرد معرفة! علاقة مهمشه لأبعد
حد، وللحق “لليان” هي من ابتعدت بحياتها، فيكفي نزاعًا بين صديقة وزوج، يكفي حديثًا سامًا يهد علاقتها الزوجية مرة أخرى.. حين أنجبت طفلها “حسن” وقتها لم ترد شئ في الحياة أكثر من الاستقرار وتهيأت جو مناسب للصغير، ومن هنا كانت نقطة البدء.
شعرت بقبلته فوق شعرها من الخلف، لتنهض فورًا مبتسمة ببشاشة:
_ حمد الله على السلامة يا حبيبي.
وبابتسامة مرهقة من أثر العمل كان يجيبها: