_ كده يا صفية! بتسبيله البرطمان يخلصه أنتِ عارفه إني بحبه.
قطب الصغير حاجبيهِ:
_ يا بابي النوتيلا للصغيرين.. أنتَ صغير يعني؟
رفع حاجبيهِ له بدهشة وهو يردد:
_ صغير! هي للصغيرين بس! مين ضحك عليك وقالك كده! وبعدين اه أنا صغير.
ردد الأخيرة بسماجة، ليزفر “يونس” بضيق قاطبًا حاجبيهِ معلنًا غضبه الطفولي، وفي خضم شجارهما الطفولي كانت صفية تلتقط ملعقة مملوءة من مسحوق الشيكولاته الرائع لينظرا لها هاتفان في صوت واحد:
_ مامي…!!
_صفية..!!
أخرجت الملعقة من فمها وهي تضحك عليهما:
_ في ايه سرعتوني! عادي يعني يا يونس جو هيجبلنا غيره.
رفع “يوسف” حاجبه بسخرية رغم سعادته الداخلية لاستعادة هذا الجو بينه وبين عائلته الصغيرة الذي لم يعيشه منذُ أشهر.. هذا الدفء، والأصوات التي تتعالى ليعم الضجيج في أجواء الشقة، تلك الشقة التي كانت كالقبر في سكونه المريب منذُ غيابهما عنه، الآن فقط دبت الروح في هذه الشقة من جديد.
_________________