اومئ برأسه متفهمًا في هدوء ثم قال:
_ ربنا يستر.. أنا بجد مش عارف اشكرك ازاي لولاك…
قاطعه “آدم” بعدما نهض مبتسمًا:
_ مفيش داعي تشكرني.. انا شكري بيوصل بفرحتكوا برجوع ابنكوا.
طالعه “يوسف” بامتنان:
_ بجد ربنا يكتر من أمثالك.
تحرك للخارج وهو يردد بمرح:
_الخير في أمتي ليوم الدين يا عم يوسف، بعدين أنا معملتش حاجه لكل ده الموضوع بسيط، ربنا يباركلك فيه.
انهى حديثه حين وصل للباب ليقول “يوسف” بجدية:
_ مستعجل ليه طيب، استنى نتغدى سوا، ومش عزومة مراكبية والله.
التفت مبتسمًا باقتضاب:
_ تسلم واجبك وصل.. السلام عليكم.
_ وعليكم السلام ورحمة الله.
رددها بتوديع قبل أن يغلق الباب ويتجه لمحل تواجد أسرته الصغيرة ألا وهو المطبخ، وقف على بابه يتابع تناول الصغير لطعامه بشراهة ليتنهد بحزن على ما عاشه بسببه تلك الأيام الماضية التي بالطبع لم تخلو من الجوع والخوف و البكاء، وكان هو عاجزًا عن إنقاذه باكرًا.
انتبهت لوجوده وشروده الذي ظهر عليهِ بنظرته الحزينة التي تحفظها جيدًا أعلمتها بما يفكر، لتحاول إقصاءه عن تحميل ذاته الذنب أكثر فقالت بمرح:
_ تعالى يا بابي الحقلك معلقة نوتيلا لاحسن يونس هيخلصها كلها.
اقترب منهما ضاحكًا بخفوت ليلتقط برطمان “النوتيلا” وهو يبعده عن يد طفله مغمغمًا بضيق زائف: