الاحساس.. مفهمتش يعني ايه هتمشي؟ يعني ايه بدر الي مكانش يقدر يبعد عني هيبعد عادي كده ويرجع لحياته القديمة الي انا مش فيها، هيقدر يعمل ده عادي؟ هيقدر مكونش في حياته؟ ميرجعش يترمي في حضني، ميصحاش عينه بتدور عليَّ اول حاجة، ميسمعش صوتي اول حد، حسيت اني توهت فجأة.. ووقتها غضب الدنيا
كان جوايا، وملقتش عقلي بيفكر غير في إن زي ما هو يقدر يبعد أنا كمان مش فارق معايا.. بس اول ما خرجت تعبت جامد، حسيت روحي فارقت جسمي، واغم عليَّ ورجعتلي أزمة الربو تاني.
اخفضت عيناها لوهلة ثم رفعتهما له بارهاق تسأله:
_ احنا ليه صعبنا حياتنا كده؟ ليه خلينا بعض نعاني رغم إن الوضع كان ممكن يكون افضل.
بابتسامة هادئة كان يحيط خصرها بذراعيهِ وهو يقربها منه قائلاً:
_ يمكن عشان لما نتعلم في أول حياتنا نقدر نحط خطوط نمشي عليها.. يمكن تعبنا الكام سنه القليلة الي فاتت عشان يكون الوضع اهدى واحسن في الكام سنة الكتير الي جايين لينا سوا.. ويمكن عشان نعرف غلاوة بعض وأننا
معندناش خيار غير إننا نكمل سوا.. مش مهم السبب، ومش مهم الي عدى المهم الجاي.. خلينا نبدأ من جديد وكأن كل الي عدى كان فترة تعارف.
وحديثه كان كالبلسم الذي طيب قلبها، وهدأ حيرتها، لتبتسم له باشراق وهي تهمس:
_ معاك حق.. بس فترة تعارف ازاي وده؟
أنهت حديثها بضحكة خافتة وهي تضع كفها أعلى بطنها البارزه، ليقطب حاجبيهِ بتفكير ثم قال بتجاهل:
_ نرجع لموضوعنا..
قطعت حديثه بضحكة عالية على رد فعله، ليبتسم قليلاً وعيناه يتراقص بها العبث:
_ بما إن النهاردة بنبدأ حياة جديدة، والي فات كله فترة تعارف.. يبقى النهاردة ايه!؟
كبتت ضحكتها بصعوبة وهي تجيبه بجدية مصطنعة:
_ النهاردة الإثنين.
رفع حاجبه بغيظ مرددًا:
_ والله!؟
رفعت كتفيها له بجهل مصطنع، لتشهق بدلال حين رفعها بين ذراعيهِ، وهو يتجه بها لغرفتهما قائلاً:
_ يبقى النهاردة فرحنا يا ظريفة.
عقبت بضيق مصطنع: