فتحت باب الغرفة بغتًة وهي تردد بصوتٍ بدى عليه الانزعاج:
_ أنتَ بتسبني و….
قطعت جملتها صارخة صرخة صغيرة ملتفة لتواجه الحائط المجاور للباب بعدما رأته يبدل ثيابه التي لم يرتدي بدلاً
عنها بعد..
_ ان.. انا… سوري مكنتش اعرف انك بتغير.
تمتمت بها بلجلجة واضحة وهي تشعر بأنفاسها تتسارع لرؤيتها له بهذا الشكل.. رغم أنها ليست اول مرة، ولكن
ربما بُعدهم لسنوات ثم لأشهر صنع فجوة ما بينهما.
ابتسامة خبيثة ارتسمت فوق ثغره وهو يتجه ناحيتها بعدما اكمل ارتداء سرواله الداخلي فقط.
شعرت بأنفاسه تضرب عنقها ليتوتر جسدها وتحاول التحرك جهة الباب للخروج، لتجد يده قد سبقت خطوتها
مغلقًا الباب في سرعة جعلته يضرب ظهرها بصدره فاصطدمت بالحائط.. وجلت أنفاسها أكثر وهي تشعر بذاتها قريب منه لهذا الحد بعد أشهر من الجفاء التام، أغمضت عيناها غير قادرة على ثوران مشاعرها أكثر لقربه، ووجدت ذاتها تهمس بضعف:
_ عاصم!
استمعت لهمسه المماثل لكن بنبرة ثقيلة يقول:
_ بصيلي.
التفت ببطء فاتحة عيناها لتواجهه.. وهنا كانت اللحظة الفاصلة، كان ينوي مضايقاتها ومناغشتها قليلاً ليس إلا، ولكن ما إن التقت عيناها بعيناه وسحرته نظرتها الناعسة التي تفيض بالمشاعر التي لطالما رآها في تلك الأيام التي سبقت الآن بأعوام.. تلك الأيام الخوالي التي كان فيها هو بطلها الوحيد، وكما بعثرها قربه.. حدث المثل معه.. فوجد ذاته يردد دون وعي:
_ هنفضل لامتى كده؟
حتى هي أدهشها سؤاله الجادي، فقد ظنت أنه ينوي اللعب على وتر مشاعرها ليس إلا، لكنها جاوبت بحزن لاح على صفحة وجهها:
_ اسأل نفسك.. أنتَ بجد متعبتش من البعد؟
لامها بنبرته ونظرته وهو يقول:
_ فضلتِ ٤ سنين تحاسبيني على حاجه محصلتش، اتحملت كل ده، واتحملت ذُلك وكل البهدلة الي شوفتها وراكِ، واحساسي بأني بهين نفسي ومشاعري من كتر رفضك ليَّ، اتحملت الطعنة الي ادتيهالي يوم ما خطفت أختك