نظر لها مدهوشًا من قبضتها على ياقة قميصه بهذا الشكل لكنه خمنَ أن قصيدة من اللوم سُتلقى الآن, تتهم إياه
بأنه السبب الرئيسي في فقدان ابنهما وأن يفعل أي شيء كي يعيده لها سالمًا.. وللحقيقة سيكون معها كامل الحق, ولن يُفتح فاهه بحرف واحد مهما قالت.. ولكن سمعها تتحدث بصوتٍ يحمل كل معالم الجدية وهي تسأله:
– يعني ايه هتعمل أي حاجة عشان يرجعلنا؟ هتعمل ايه يعني؟
رد بإرهاق واضح:
– أي حاجة وخلاص, مش عارف لسه هعمل ايه.
سألته بحذر:
– يعني لو ملقتش حل غير إنك تنفذ الي عوزينه هتعمل كده؟
نظر لها بصمت لثواني كأنه يحاول فِهم ما وراء السؤال لكنه فشل, فتنهد بقوة مجيبًا بمراوغه:
– أنتِ شايفه ايه؟
اتسعت عيناها بدهشة وكأنها تراه برأسين للتو! قبل أن تجذبه من ياقته أكثر وهي تهتف بهِ بقوة مُحذِره:
– مش هنجي ابني على حساب حياة الناس يا يوسف سامع؟ مش هننقذ ابننا بدم ناس تانية, أنتَ أصلاً ازاي فكرت في كده!؟ وبتسألني كمان؟ يونس أملي الوحيد في الدنيا بس…