_ هو في ايه يا عاصم؟ ليه حاسك بتتريق أو لهجتك فيها حاجة مش مفهومة؟!
هز رأسه بلامبالاة:
_ أكيد مبتريقش، شكرًا يا نادر.
أنهى حديثه واتجه للداخل جاذبًا الغطاء فوقها بإحكام بجسد متشدد وأعصاب بالكاد تتماسك، ورفعها بخفة بين يديهِ خارجًا بها من شقة صديقة دالفًا بها لشقته التي مازال بابها مفتوحًا..
___________
أعصابها على المحك، ودقيقة أخرى إن لم ينطق خلالها ستنهار حتمًا، لذا هتفت بعصبية وهي تجذبه من ذراعه لينظر لها:
_ ما ترد عليَّ يا يوسف في ايه؟ ابني جراله حاجة؟
ابتلع ريقه الجاف وهو يجيبها أخيرًا:
_ يونس.. اتخطف.
سقط قلبها بقدميها لتصرخ فزِعه باسم وحيدها متراجعة للخلف بخطى بطيئة حتى سقطت فوق الفراش كمن
شُلت قدماه فجأة، استرعى الأمر وقتًا ربما وصل لخمس دقائق..
الصمت سائد رغم شهقات “صفية” المتعالية، وصمت “يوسف” الخارجي كان مخالفًا لثورانه الداخلي، والمتاهة التي يدور فيها، قلبه يتآكل خوفًا على طفله الوحيد، وبنفس الوقت عاجز ويداه مكبلتان عن التصرف.