أومأت إيجابًا وقالت:
– متشغلش بالك هبقى كويسة.
ألقى نظرة خاطفة على طفله الذي ذهب لركنه الخاص بالألعاب, وعاد ينظر لها مقتربًا المسافة الفاصلة بينهما ليحتضن وجهها بكفيهِ مرددًا بمرح طفيف:
– يا سلام لو مكنتش هشغل بالي بيكِ هشغل بالي بمين بقى؟ بعدين ده أنا حتى كنت لسه هأكد عليكِ تنيمي يونس بدري النهاردة.
تخضبت وجنتيها بالحمرة خجلاً وهي تبتعد عنه قليلاً:
– روح غير هدومك وخد شاور على ما أحط الأكل.
أنهت حديثها مبتعدة من أمامه فافتر ثغره عن ابتسامة متعجبة من حالها, لا يعلم إلى متى ستظل تتعامل معه بخجل وكأنهما تزوجا بالأمس القريب.. رغم مرور خمس سنوات وشهران على زواجهما, لكن الحقيقة أن خجلها هذا يزيد رغبته في التودد إليها والتقرب منها أكثر.
منذ وضعت الطعام وهي تراقبه بطرف عيناها لا تدري أي توقيت مناسب لبدأ الحديث, لكنها قررت التحدث أخيرًا حين قارب على الانتهاء من طعامه, هدأت نبضاتها المتسارعة وأنفاسها الثقيلة قبل أن تهتف بابتسامة جاهدت لصنعها:
– صحيح يا يوسف نسيت أقولك, تخيل مين جه النهاردة؟