ابتلع ريقه غير قادرًا على سؤالها لأنه يدرك جيدًا بشاعة الإجابة، لسانه لا يطاوعه للسؤال عما حدث فقط ينظر لانهيارها بنبضات متسارعة وأنفاس ثقيلة، لم يستطع النطق.. فقط تصنم أمامها منتظرًا أن تلقي مصيبتها.
أخيرًا استجمعت بعض قواها وقالت من بين شهقاتها وهي تنظر له باستجداء وبنبرة أشبه للنواح:
_ ي.. يونس..
وها قد سقط قلبه قبل أن تكتمل الجملة حتى.. بالطبع لا.. لن يكون القدر قاسيًا لهذه الدرجة وسيكون قد أُصيب ولده الوحيد بمكروه..!!
ابتلع ريقة الجاف وهو يسألها بقلبٍ وجِل:
– ماله؟
هزت رأسها يمينًا ويسارًا بانهيار وهي تقول:
_ مش لقياه.. روحت الحضانة ملقتهوش.. ومحدش يعرف عنه حاجه.. مش لاقيه إبني.
بانهيار تام كانت تشرح له الأمر، ليحاول تهدأتها وهو يهتف:
_ اهدي بس مش يمكن أخوكِ عدى خده.
_ بقولك محدش يعرف عنه حاجة.. مش لقيينه اختفى من قلب الحضانة والغفير الي على البوابة بيقول ماشفوش.
حاول تهدأة ذاته واطمأننها وهو يقول:
_ طيب يبقى أكيد جوه الحضانه بس مدوروش كويس.. هلبس هدومي وأجي معاكِ… ادخلي.
أنهى حديثه متجهًا للداخل على الفور واتبعته هي وهي تكمل شرح ما حدث ببكاء:
_ سألوا زمايله عليه بيقولوا آخر مرة شافوه كان في البريك.. وصاحبه الي بيكون معاه دايمًا بيقول سابه وراح
الحمام من بعدها مرجعش ففكر ان حد جه خده وروح.
كان يرتدي قميصه وهي تتحدث خلفه لينتبه لرنين هاتفه الموضوع فوق الكمود فقال وهو يتجه صوبه:
_ هتلاقيها الحضانة أكيد لاقوه.