رفعت أنظارها له بذعر لتهتف برفض:
– واحنا مالنا ومال الرابع!؟
نظر لعيناها المرتعبة، ليهدأ ذاته وهو يهتف بتروي كي لا يثير الذعر بها أكثر:
_ أو الخامس.. مش عارف أحنا في أنهي.. قوليلي فيهم ايه؟
التقطت أنفاسها وقالت:
_ الخامس خاص بالجراحة.. غرف العمليات وكده أكيد مش هيقطعوا الكهربا فيه إلا..
ابتلعت ريقها بخوف وأكملت:
_إلا لو المستشفى بتولع خالص.. والرابع زي السابع كله عيادات مفيهوش غرف مرضى أصلاً، لو قطعوا الكهربا فيه
عادي وممكن ميشغلوهاش دلوقتي.
أغمض عيناه لوهلة بحسرة وخوف متذكرًا أن آخر رقم ظهر على اللوحة كان “٤”!!!
____________
تقلب في الفراش بانزعاج يشعر أن شئ ما يحدث حوله يثير قلقه أثناء نومه، لكنه يحاول تجاهله.. أخذه سلطان
النوم مرة أخرى لعدة ثواني فقط قبل أن ينتبه عقله فجأة لِمَ يحدث حوله، وبالفعل فتح عيناه نصف فتحة ليستمع لرنين جرس الباب الذي لم ينقطع.. ويتبعه دق شديد باليد فوق الباب وربما لم يصل الأمر له واضحًا أثناء نومه لبُعد الغرفة قليلاً عن باقي الشقة ولكن الأن يسمع بوضوح.. وهذا ما جعله ينتفض من فوق الفراش راكضًا خارج الغرفة
دون أن يرتدي شئ على جسده العلوي العاري حتى.. فتح باب الشقة بفزع ينظر للطارق لينبض قلبه بفزع أشد حين وجدها أمامه “صفية” تبكي بانهيار حتى أنها لا تجد مجالاً للحديث، وشهقاتها تتعالى حتى كادت تصم أذنيهِ..
هناك لحظات نتمنى فيها ألا ندرك ما يحدث.. نتمنى لو بمقدرونا صم أذنينا عن سماع خبرًا لن يرضينا..