حافظلك على حياة ابنك حتى لو كان المقابل أذى تاني.. بس اهو قضى أخف من قضى.
أمسكت بمقبض الباب وهي تلتفت لوالدتها وقالت بنظرة معاتبة:
_ لما ابني يكبر دايمًا هحسسه إن لو الدنيا كلها ضده أنا الوحيدة الي هبقى في صفه، لو العالم كله مفهمهوش أنا
الوحيدة الي فهماه، هحسسه دايمًا إني حاسة بيه وبمشاكله.
فتحت الباب وخرجت مغلقة إياه خلفها لتتمتم والدتها وهي تنظر لأثرها:
_ لسه مفهمتيش معنى الضنى (الإبن) يا بنتي.
___________
لم يتخيل أن يدق قلبه هكذا لرؤية طفله في هذا الجهاز الصغير وسماع نبضاته، فقد أتى معها للطبيب اليوم بعدما أخبرته منذُ عدة أيام أن الطبيب برحلة عمل ولن يعود في الموعد المحدد لها لذا تم تأجيلها للأسبوع القادم.. ويعلم
أنها كاذبة فالأمر كان مجرد كذبة منها لتثير غضب “زينب” حين وقفت على باب الشقة تتغنج له وهي تخبره بضرورة ذهابه معها للطبيب..
_ ها يا دكتور باين نوعه؟
أستفاق على سؤالها المتلهف، إذًا هي لم تعلم نوعه بعد حقًا، ليتلهف قلبه للإجابة، رغم أنه سيسعد بهِ أيًا كان نوعه، ابتسم الطبيب وهو يحرك الجهاز فوق بطنها متابعًا الشاشة الصغيرة:
_ عذبنا الباشا على ما عرفنا نوعه.. شكله كان عاوز يعملها مفاجأة عشان كده كان لافف على نفسه.
ابتسم ثغر “بدر” تلقائيًا مرددًا:
_ هو ولد؟
أومئ الطبيب موافقًا، لتبتسم “لليان” هي الأخرى، فكم رغبت أن يكون مولودها الأول صبي ليصبح سندًا جديدًا لها،
وسندًا لمن سيأتي بعده خاصًة وإن كانت فتاة فيكن لها ظهرًا..
خرجا من عند الطبيب و”لليان” مبتسمة بسعادة فهذه أول مرة يأتِ معها للطبيب، لكن ماتت ابتسامتها حين سمعته يقول:
_ هسميه حسين على اسم بابا الله يرحمه.