بنيران حارقة تضرب جسدها، بالكاد أطفأت المقود وبخطى مترنحة كانت تصل لهاتفها الموضوع قريبًا من المطبخ، التقطته بعدما جلست على كرسي ما وطلبت رقمه.. أتاها الرنين مرة واثنان وثلاثة ولم يجيب، ومع كل مرة كانت تسوء حالتها بسرعة لا تستوعبها، حتى بدأت تأن وجعًا لا تدرك تحديدًا من أين يأتي لكنه قوي، وانسدلت
دموعها بعجز.. تريد من يسعفها حالاً، و”عاصم” لا يجيب كالعادة منذُ اتخذ موقفه منها وهو لا يجيبها حين تهاتفه
لتعلم متى سيأتي كنوع من انواع التجاهل، ولكن الآن الوضع اختلف وياليته يعلم..
لا تعلم كيف وصلت لباب الشقة ولم تهتم حتى بملابسها البيتية المكونة من بنطال أسفل الركبة بقليل وكنزة بالكاد تتعدى خصرها.. هدفها هو الشقة التي أمامها التي لا تعلم من يسكنها حتى، هذا لأنها سُكنت من عدة أيام فقط،
تسمع غلق وفتح بابها أصوات عادية تأتي من الداخل لكنها لا تعلم عن قاطنيها شيئًا…
دقت فوق الباب وهي تشعر بذاتها تنزلق لأسفل، لكنها تتماسك قدر المستطاع، لا تعلم بعد متى فُتح الباب أخيرًا لترى الشخص الذي أمامها بصورة متضاعفة لكنه تبين لها أنه رجل!! وهل يهم الآن !!؟
كل ما استطاعت قوله هو تمتمه ضعيفة كزقزقة عصفور مريض:
_ ااا.. الحقني.
وبعدها كانت تسقط بين يده!
___________________
زفرت بيأس على حالة ابنتها التي لم تكف عن البكاء كلما شردت مع ذاتها قليلاً، جلست أمامها وهي تقول بنزق:
_ وبعدين يا صفية؟ مش كدة يا بنتي! بقالك كام يوم على الحال ده من آخر مرة يوسف كان هنا!