فرت دمعة من عيناها وهي تستشعر أن قبلته هذه هي قبلة الوداع لعلاقتهما, تتخبط هي بين مشاعرها فأحيانًا تكن نافرة من علاقتها معه غير متقبلة الاستمرار في زواجها منهُ, وأحيانًا تشعر أن مشاعرها القديمة تراودها, تلك التي كانت تذوب عشقًا بهِ.
أنتهى من وضع حقائبها بداخل شقتها وما إن قرر الذهاب حتى استمع لوالدتها تنادي باسمه فوقف أمامها بصمت ومازال لا
يستطيع التعامل معها خزيًا مما فعله سابقًا سواء بحق “ريهام” أو شقيقتها.
– أنتَ عارف موقفي منك, وإني لسه مش متقبلاك جوز لبنتي بعد الي عملته, بس برضو هي بنتي وكنت بتمنى إنها تكمل معاك وتكون سعيدة في حياتها… لو تحب بنتي بجد مش هتيأس إنك تعرف تصلح الي بينكوا… واعتبره
تكفير عن ذنبك زمان.
رغم أن نصف حديثها ذم بهِ إلا أنه ابتسم لها بامتنان لرغبتها في عودة علاقته ب”ريهام” وأن تستمر علاقتهما, وبشكل ما بعثت له بصيص أمل يحتاجه بشدة الآن.
——————————
استمعت لصوت فتح باب الشقة تلاها صراخ صغيرها مرحبًا بأبيه, فخرجت من الغرفة تستقبله بابتسامة واسعة كأنها لم تكن تبكي منذُ ساعات, اقتربت منهُ تردد بهدوء:
– حمداً لله على السلامة يا يوسف.