_ دخلها جوه.
قطب حاجبيهِ ضيقًا من استعلائها الواضح ولكنه كظم غيظه وحمل الحقيبة دالفًا بها للداخل، وما إن فعل حتى استمع لصوت باب الشقة يُقفل بعنف، التف تجاهه بعدما وضع الحقيبة فوق الأرضية، ليراها تقف عند الباب مكتفة ذراعيها تنظر له بأعين متقدة وملامح متحفزة، وقف صامتًا ينتظر أن تباشر هي بما لديها ولم ينتظر طويلاً
حتى اتجهت له بخطى ثابتة كنظراتها عليهِ، حتى وقفت أمامه تمامًا فهدرت بهِ:
_ اتجوزت ها.. للدرجادي مقدرتش تصبر، مقدرتش تعيش من غير واحدة في حياتك؟ بس لعلمك أنا متقارنش بحد.. ولا اي حد، ولا حتى العيلة الي متجوزها دي.
ابتسم ببرود وهو يقول:
_ عيلة! طب كويس إنك عارفة إنك كبرتِ، وعمومًا الراجل مننا بيحب الي يجدد معاها سنه، ولو هي صغيرة زي ما بتقولي يبقى أنا اخترت صح،مش هلاقي انسب منها اجدد معاه شبابي.
ضحكة عالية صدرت منها فجأة قبل أن تهدأ ضحكتها وهي تقول بابتسامة ملتوية:
_ طب كويس إنك عارف إن أنت كمان كبرت.. يعني احنا بنكبر سوا يا حبيبي، ولو أنتَ حسيت إنك محتاج حد يجددلك شبابك ده على اعتبار إني بقيت في الخمسين يعني.. المفروض أنا كمان احتاج حد يجدد شبابي!