_ ايه سنة ٨٠ الي أنتَ عايش فيها دي.. أنا قايمة اطفي على الأكل بلا هم..
– ٨٠؟ طب تعالي هنا بقى.
انهى حديثه وهو يجذبها له رغم رفضها الذي انتهى بضحكة عالية حين بدأ في شجار فكاهي معها انتهى بابحار جديد في بحر عشقهم..
عادت من ذكرياتها وهي تغلق مفتاح الغاز، وتمسح دمعة سارية على وجنتها ما إن سمعت صوته يهتف من أمام باب المطبخ.
_ هفضل ساعة كمان على ما الأكل يخلص! أنتِ مش عارفة إني باجي من الشغل جعان.
أجابته دون أن تلتفت:
_ الأكل جاهز.
استمعت لنبرته الجامدة تحدثها:
_ لما أكلمك تبصيلي مش تردي عليَّ وأنتِ مدياني ضهرك.
أخذت نفسًا عميقًا قبل أن تلتفت له وهي تقول بخفوت:
_ آسفة.
حدجها بنظرته القاسية التي لازمته مؤخرًا والتي لم ترد أن تلتفت وتنظر له كي لا ترى تلك النظرة التي تؤلم قلبها منهُ.. امتلئت عيناها
بدموع أخرى ما إن تركها وخرج.. وفي هذه اللحظة رنَ في عقلها جملة واحدة قالها منذُ شهران تقريبًا..
” عمري ما هقدر اسامحك.. ولو في يوم سامحتك مش هقدر انسى الي عانيته بسببك، ولا هقدر أثق فيكِ تاني”
ومنذ تلك الجمله وقد انقلبت حياتهما لتصبح هي المذنبة التي تسعى لإصلاح ما أفسدته.. وهو الذي يتدلل في غضبه كيفما يشاء..
______________
كانت جالسة فوق فراشها بشرود تفكر في أشياء عدة ولا تعرف متى أخذها عقلها لتفكر فيما أتى على عقلها الآن..
شهقة عنيفة كادت تزهق روحها وهى تنظر للمشهد أمامها، تسمرت وكأنها تمثال نُحت على يد نحات بارع برع في أن يبين عليهِ حجم الكارثة الواقعة.. لدقائق لم تبدي أي ردة فعل وبعدها كانت أول ما خرج منها صرخة دوت في أرجاء الغرفة لينتفض على أثرها النائمان فوق الفراش براحة تنافر قبح الذنب الذي فعلوه..