ابتسم ببرود وهو يمسك مقبض حقيبته الكبيرة:
– مخي قفل بقى تقولي ايه.. أنا مكبر الموضوع يا ستي صغريه أنتِ.. أنا قولت الي عندي يا لليان, سلام.
– بدر, بدر أقف أنا بكلمك.
صرخت بها بعنف وقد تجمعت الدموع بعينيها وأحمر وجهها انفعالاً لكنه لم يقف, ولم يلتفت, بدر أدار ظهره لها بلا رجعة.. ومن قهرتها
كانت تنهض واقفة لتصرخ بهِ وهو يخرج من باب الفيلا:
– مش هجيلك… في ستين داهية.
وقف مستديرًا لها لينظر لها بنظرة معاتبة, حزينة, جعلت ثورتها تهدأ وهي تتعمق في نظرته لتعلم أنها جرحته للمرة التي لا عدد لها,
وعاد مستديرًا ليكمل طريقه خارجًا…من حياتها.
جلست فوق الكرسي مرة أخرى لتجهش في بكاءٍ عنيفٍ وهي تنظر لباب الفيلا المفتوح بقهر… ظلت هكذا دقائق حتى رأت والدها يدلف منه, والذي ركض لها ما إن رأى حالتها المنهارة ليحتضنها برفق متسائلاً بفزع:
– مالك يا حبيبتي؟ مالك يا لليان حصل ايه؟ بدر كان هنا؟ أنا شوفت عربيته وهو ماشي.
تمتمت بشرود بكلمات متقطعة:
– بدر..بدر..سابني.. هو سابني..خلاص..
خفتت أنفاسها وهي تتمتم بكلمتها الأخيرة, ابعدها والدها عنه ليرى احتقان وجهها باللون الأحمر بشكل غير طبيعي, ردد بفزع وهو يحتضن وجهها:
– مالك يا حبيبتي؟ لليان اهدي حاسه بايه؟ هجيبلك ماية.
أنهى حديثه متجهًا للمطبخ بخطوات مسرعة, ليتركها تردد بأنفاس ذاهبة وهي ما زالت تنظر للباب المفتوح:
– ب…بدر.. م..ما..ما.. سا..سارة… ز.. زين…
وكأن عقلها استحضر قائمة المفقودين, الذين خرجوا من حياتها بلا رجعة..
عاد والدها بكوب الماء ليسقط منهُ مدويًا صوتًا عنيفًا بعد أن وجد ابنته فاقدة للوعي وأنفها ينزف الدماء بغزارة, ليصرخ باسمها فزعًا قبل أن يركض ناحتيها..
يتبع…