– أنها تتفضل عليَّ باللي عمله ابوها معايا.
عاد بنظره أمامه كأنه يحدث ذاته حائرًا:
– رغم انه معملش حاجة غير أنه اتوسطلي عشان اشتغل مساعد مدير, أنا الي بمجهودي استمريت وبعد كام شهر اترقيت وبقيت مكان المدير بعد ما تعب واستقال, الفيلا أنا الي اشتريتها بمرتبي ولحد وقت قريب كنت بسدد قسطها, العربية برضو شاريها بفلوسي الي من تعبي ومجهودي! يعني هو معملش غير الخطوة الأولى بس, مش من حقها تشوف إن كل الي أنا فيه بسبب أبوها!
أنهى جملته الأخيرة وهو ينظر لهما كأنه يسألهما عن رأيهما دون أن ينطق, قرأت “صفية” الحيرة واضحة في عينيهِ فتمهلت قبل أن تقول بتحفظ:
– متزعلش مني يا بدر, أنتَ كلمك صح وكل حاجة, بس ده الطبيعي.. مراتك هتفضل شايفة إن لولا وسطة باباها مكنتش بقيت هنا, لولا
أنه اتوسطلك مكنتش قدرت توصل لإنك تكون مساعد مدير في أول حياتك كده.. أنا فاهمة إن كل الي جه بعد كده كان جهدك وتعبك, بس بتفضل الخطوة الأولى هي أهم ما في الحكاية… هتفضل الحقيقة إن مجهودك وتعبك لوحدهم مكنوش أبدًا هيوصلوك إنك في سن 28 سنة تبقى مدير شركة كبيرة ومعروفة زي دي, حتى لو كان ممكن ده يحصل مادام ربنا كاتبلك المكانة دي, بس محدش بيفكر
كده, كله هيشوف نفس الي مراتك شيفاه, بدر أنتَ لحد وقت قريب مامتك كانت فاكرة إن الفيلا الي أنتَ قاعد فيها بفلوس مراتك وأبوها! اعتقد إنك كنت غلط من البداية.
هز رأسه مستنكرًا يسألها:
– غلط؟ غلط يا صفية؟ أنتِ الي بتقولي كده؟ أنا عملت كل حاجة عشان حبيتها بجد, وأنتِ أكتر واحدة عارفة الي بيحب ممكن يعمل ايه, لما وافقت أغير حياتي وظروفي كان عشانها وعشان شوفت أنها بتحبني ومستعدة تقف جنبي لحد ما طرقنا تتلاقى ونكون سوا.