ابتسم “بدر” بخفة وقال:
_ من دلوقتي.. ولكل الفترة الي جاية إن شاء الله، أو لحد ما الاقي شغل يعني.
عقب “يوسف” بعدم فهم:
_ ازاي برضو؟ يعني ليه سيبت شغلك؟ وكمان مراتك هترضى إنك تقف في محل العطارة؟ ولا إيراد محل العطارة هيكفي مصاريفها؟!
وبدون مقدمات كان يقول بملامح جادة رغم إرهاقها من الخوض في هذا الموضوع تحديدًا:
_ أنا استقلت من شغلي، واتخانقت مع لليان، وسيبت البيت، ومش ناوي ارجع، وبكرة ان شاء الله هروح اجيب هدومي من هناك، عشان قررت استقر هنا.
نظر لوجههما الذي ظهرت عليه الصدمة واضحة بصمت، حتى رفرفت “صفية” بأهدابها بعدم استيعاب وهي تقول:
_ ايه؟ مين؟ كل ده؟ ازاي؟
رفع “بدر” حاجبيهِ متهكمًا:
_ أنتِ هنجتي؟
هزت رأسها كأنها تنفض صدمتها قبل أن تقول:
_ أنتَ بتتكلم جد؟ أنتَ عملت كل ده؟ ليه؟ واشمعنا فجأة كده؟!
ردد بشرود وهو ينظر أمامه:
_ بنفضل نتحمل لحد ما بتيجي لحظة مبيكونش للتحمل معنى في قاموسنا.
أردف “يوسف” متسائلاً:
_ ايه الي حصل لكل ده يا بدر؟
أخذ نفسًا عميقًا جدًا قبل أن يزفره بتمهل وكأنه يسترجع خلال هذه اللحظات القليلة كل ما مرَّ بهِ في الأيام السابقة, تحدث أخيرًا بصوت بدى هادئًا كأنه يسرد شيئًا لا يخصه:
– حصل الي متوقعتوش, او يمكن جه في بالي بس كنت بقول مستحيل خلافتنا البسيطة توصل للنقطة دي, كنت عارف إننا لو صلنا
لهنا بالذات هتبقى النهاية.
سألته “صفية” بقلق:
– وايه هي النقطة دي؟
نظر لها بجانب عيناه وقال: