ترجل للوقوف في محل والده ثانيًة, منذُ أمس وهو قرر أن يعمل بهِ مرة أخرى كما كان يفعل منذُ كان في الرابعة والعشرين, ذلك المحل الذي لطالما أحث والدته على بيعه , الآن فقط أدرك أهميته, الآن فقط أدرك أنه لولا هذا المحل لكان يتسول في الشوارع الآن بحثًا عن عمل لن يجده بسهوله.
وقف في محل العطارة الكبير الذي دوُن عليهِ من الخارج ” عطارة حسن المناوي” يتابع أعمال البيع باهتمام كي يسترجع طريقة البيع
التي نساها مع مرور الوقت, كان يتابع العمال بأعين ثاقبة فلا يجب أن يتضح لهم أنه جاهل بأمور البيع كي لا يستهزئون بهِ أولاً, وقد يستغل أحدهم جهله ثانيًا, اقترب منهُ الحاج “درويش” هذا العجوز الذي تولى العمل بالمحل منذُ عشر سنوات كاملةً, وهتف بهدوء:
– يا أستاذ بدر, هنغير اسم اليافطة امتى؟
طالعه “بدر” باستفهام:
– نغيرها ليه؟
– الحاجة قالت إننا نغيرها ونكتب اسمك جنب اسم الحاج ما دام هتمسك الشغل من هنا ورايح.
صمت لثواني قبل أن يجيب رافضًا:
– لأ, سيب اليافطة زي ماهي مفيش حاجة هتتغير, واسم الحاج مش هيتشال من على اليافطة حتى لو كان هيتحط جنب اسمي.