– طب ما الطير ياما استحمل, اشمعنا المرة دي؟
رفع شفتيهِ بألم:
– عشان المرة دي غير يا أم بدر.. أنا ممكن استحمل صحيح, واستحمل أي حاجة في الدنيا, إلا أن حد يعايرني أو أحس أنه متفضل عليَّ, عمري ما اسمح لحد يكسر عيني أبدًا.
سألته بتروي:
– واثق من قرارك يا بدر؟
عقد حاجبه مستغربًا:
– فكرتك أول واحده هتفرحي يا أم بدر وتقوليلي زين ما عملت!
نفت برأسها توضح:
– مفرحش في وجع ابني حتى لو كان هو الصح له, مفرحش إني اثبتلك إني كنت صح وأنتَ موجوع.. لازم تبقى واثق من قرارك عشان متندمش عليه بعد كده.
هز رأسه نافيًا بثقة:
– مش هندم.
وبالفعل لم يندم.. مرَ يومان ولم يندم أبدًا على ما فعله, وبعد مكالمتها كان يظن أنه سيميل لكنه لم يفعل, وكأن قلبه ثار أولاً مدافعًا عن كرامته قبل عقله.
خرج من غرفته يرتدي حذاءه وهو يقول:
– أنا نازل يا ماما.
– ماشي يا حبيبي ربنا معاك.