ثلاثة أيام مروا دون أن تلمح له ظلاً… في اليوم الاول ربما تجاهلته وتوقعت انه سياتي حتمًا.. إن لم يكن نهارًا سيكون ليلاً وإن لم يكن ليلاً ففي الصباح التالي، ولكن تخطى الامر حاجز المعقول حين مرَ على غيابه يومان متتاليتان بليلتهما والأدهى أن والدها اليوم.. منذ ساعه تحديداً قد أخبرها انه لم يذهب لعمله منذ يومين وصاحب العمل يسأل عنه هذا كان كفيلا ان ينشر القلق في نفسها، فاضطرت اخيراً أن تتنازل عن كبريائها وهي تطلب من رقمه للمره الخامسه حتى اجــاب:
_ نعم.
هذا فقط كان جوابه.
لتضغط على اسنانها بغيظ محاوله تهدئة نفسها قبل ان تسأله:
_ ممكن أفهم أنتَ فين؟ بقالك يومين غايب عن البيت، وبابا عرف انك بقى لك يومين ما بتروحش الشركه صاحب الشركه اتصل يسأل عنك، ممكن أفهم قمصه العيال دي هتخلص امتى؟
بهدوء تام كان يجيبها:
_ لا ماهي مش قمصه عيال.. اللي باباكي ملحقش يوصله إن أنا لسه خارج من الشركه بعد ما قدمت استقالتي، وبالمناسبه البيت يعني بكره او بعده هاجي اخد حاجتي، أنا راجع بيتي ومنطقتي وسط أهلى اللي مستحيل في يوم يعايروني، راجع لأصلي اللي أنتِ شايفه إنك انتشلتيني منه.. بس شكراً الله الغني، أنا راجع مكاني الحقيقي ومستغني عن كل خدماتك أنتِ ووالدك.
كان شرطها للزواج منه هو أن يتخلى عن تلك المكانه التي يلقبها ب”مكانته الحقيقيه” ويتولى وظيفته في الشركه التي رشحها والدها له، ويذهب للعيش في مكان يليق بها كإبنة المستوى الرفيع، والآن تخلى عن كل هذا، هل يعني أنه ما بين السطور يريد أن يخبرها انه يتخلى عنها ويضع نقطه النهايه؟!!!!!!!!؟
يتبع…