رمشت داليا بعينيها عدة مرات حتى تتأكد من وجودة وابتلعت ريقها بصعوبة وهتفت وهي تعيد وضع الكأس على الطاولة:
-“أنت بتعمل إيه هنا يا رامز وإزاي عرفت أني موجودة دلوقتي في المكان ده؟”
جلس رامز أمامها دون أن يحصل على إذن منها وتحدث بابتسامة عريضة مستمتعا بملامح الذعر المرتسمة على وجهها والتي تدل على شدة خوفها منه:
-“اهدي شوية يا داليا، أنا جاي عشان أدردش معاكِ مش أكتر، يعني مش هضربك ولا هعضك”.
تظاهرت داليا بالشجاعة والحزم وهي تردف بحدة:
-“اتفضل قول بسرعة أنت عايز إيه عشان أنا مش فاضيالك وورايا حاجات كتير؟”
ضحك رامز بتهكم وهتف باستهزاء:
-“ما هو واضح فعلا أنك مشغولة أوي ومفيش عندك وقت فراغ”.
استكمل رامز حديثه وهو يقترب منها برأسه قائلا بنبرة ماكرة:
-“الله يكون في عونك يا مدام داليا، أنتِ فعلا مشغولة جدا ومش قادرة تلاحقي على عزام ومختار”.
اتسعت عينا داليا بصدمة وانتفضت تدافع عن كرامتها بصوت مرتفع وشديد في صرامته:
-“إيه الكلام الفارغ اللي أنت بتقوله ده يا حيوان!! إذا كنت مفكر أنك كده هتخوفني تبقى غلطان لأن مش أنا اللي هخاف من كلامك ده وأعلى ما في خيلك اركبه”.