للمتعة وهذا الأمر استطاعت أن تكتشفه بعد زواجهما بمدة قصيرة عندما رأت كثيرا من الأدلة التي تثبت لها أنه يقوم بخيانتها ولكنها لم تكترث لهذه المسألة؛ لأنها لا تحبه وكل ما يشغل بالها هي ثروته الطائلة التي سيصبح لها فيها نصيب من بعده.
استيقظت داليا من غفوتها القصيرة التي تذكرت بها أحداث معرفتها لحقيقة عزام ثم خرجت إلى شرفة غرفتها وابتسمت وهي تنظر إلى الخدم الذين يعملون على تزيين الحديقة مثلما أمرتهم وتساءلت باستنكار:
“أي أبله سيترك هذا النعيم ويعود للبؤس والشقاء مرة أخرى؟”
نظرت حولها بزهو وأقسمت ألا تعود لحياة الفقر والذل مرة أخرى حتى لو كان الثمن هو التستر على جرائم عزام فهي ليس لديها مشكلة على الإطلاق في الاستمرار مع زوجها المجرم بعدما علمت أنه قاتل وتاجر مخدرات.
في الحقيقة هي لا تكترث لأي شيء سوى الثروة والنفوذ وطالما أن عزامًا يحقق لها هذه المطالب فهي ستظل
برفقته ولن تشغل بالها بمصدر الأموال الحرام التي تتنعم بها.
اعترفت بينها وبين نفسها أن مال عزام حرام ولكنها لا تهتم فهي ليست المسؤولة عن تجارة الممنوعات وقتل الأبرياء وكل ما في الأمر أنها تنعم بحياة الرفاهية بالمال الحرام الذي تناله من زوجها.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪
عاد طارق إلى منزله وهو يحمل في يده بعض المستلزمات التي قام بشرائها.
استقبله ابنه الصغير بفرحة مرددا بسعادة:
-“حمد الله على السلامة يا بابا”.
وضع طارق الأكياس جانبا ومد يده يحمل طفله وهو يقول:
-“الله يسلمك يا روح وقلب أبوك، قولي بقى فين ماما؟”