خطيبته!!
كادت شمس تنفي كلامه وتقوم بطرده ولكن انعقد لسانها بعدما سمعت جارتها وهي تطلق أغرودة عالية ثم انهالت عليها التهاني من جيرانها الآخرين وتمنوا لها السعادة.
شعر عزت بالغيظ الشديد وتظاهر بالحزن وهو يهتف بعتاب مصطنع:
-“مكانش العشم يا بنت أخويا، مش المفروض برضه أن ليكِ أهل والمفروض لما يتقدم ليكِ
أجاب محمد بالنيابة عنها وهو ينظر نحو عزت باستهزاء:
-“دلوقتي بقيت عمها!! أمال أنت كنت فين بسلامتك لما هي احتاجت منك فلوس عشان عملية سمر؟”
أطرق عزت رأسه بإحراج بعدما رأى نظرات الاحتقار المصوبة نحوه من جيران شمس وقرر أخيرا أن ينسحب ويغادر المكان حفظا لماء وجهه.
انتظرت شمس عودة كل شخص إلى شقته ثم رمقت محمد بنظرات كارهة وقالت:
-“ممكن أفهم بقى إيه الهبل اللي أنت عملته ده؟! أنت إزاي تتجرأ وتقول عليا خطيبتك وأنك دفعتلي مهري؟!”
أجاب محمد بهدوء غير مكترث بعصبيتها:
-“أمال أنتِ كنتِ عايزاني أعمل إيه وأنا شايف الحيوان ده عمال يقل أدبه عليكِ ويهين فيكِ وأنتِ مش عارفة تردي عليه؟!”
كزت شمس على أسنانها هامسة بغيظ لم يجعلها تنسى أن تحرص على خفض صوتها حتى لا يسمعها أحد من
الجيران:
-“ما هو أصلا أنت السبب في كل اللي حصل، لو أنت مكنتش دفعت ليا فلوس المستشفى مكانش عمي استغل الفرصة وجِه لحد هنا عشان يعملي فضيحة قدام باب شقتي”.
رد محمد ببساطة وهو يستند بكفه الأيمن على حافة باب شقتها:
-“اسمعي يا شمس وشغلي عقلك ده وفكري شوية، سمر بقالها سنين بتتعذب بسبب اللي اتعرضتله في الحادثة وأنتِ حاولتِ تساعديها كتير بس فشلتِ في تأمين الفلوس المطلوبة وده مش عشان أنتِ فاشلة أو مش مهتمة بأختك وإنما لأن المبلغ فعلا كبير وكان صعب أوي عليكِ أنك تجمعيهم من شغلك من غير ما تضطري تتنازلي عن كرامتك وتوافقي تعملي حاجة غلط”.