-“اخرس يا قذر يا واطي، أنا أشرف منك ومن كل اللي زيك وبعدين أنت أصلا مش ليك حق تسألني عن أي حاجة تخص حياتي لأنك أصلا اتخليت عني واستخسرت تساهم في علاج أختي”.
دفعها عزت وأسقطها أرضا قائلا بخشونة يشوبها الشماتة في تلك الفتاة التي تسببت في عدم حصوله على شقة أخيه:
-“لو مفكرة أني هسيبك عشان تصيعي وتمشي على حل شعرك فأنتِ غلطانة، إذا كنتِ مش لاقية اللي يلمك فأنا هلمك وهغسل عاري”.
في هذه اللحظة تفاجأ عزت بلكمة من محمد الذي لم يرحمه بل ظل يسدد له مجموعة من اللكمات القاسية التي جعلت عزت يصرخ ويصيح كطير ضعيف على وشك أن يلقى مصرعه بين أسنان طائر مفترس.
نظرت شمس بذهول نحو محمد وطلبت منه أن يتوقف عن ضرب عمها ولكنه لم يستمع لها وظل يضربه بقسوة عقابا له على الكلام المهين الذي وجهه لابنة شقيقه.
هتف محمد بغلٍ وهو يمسح كفيه ببعضهما وكأنه يزيل بعض القاذورات التي علقت به بسبب ملامسته لعزت:
-“هو أنت شايف نفسك فعلا راجل زي باقي الرجالة!! يعني واحد زيك المفروض يخلي عنده شوية دم ويساهم مع بنت أخوه في مصاريف علاج أختها مش يتخلى عنها ويسيبها تحتاس وتشتغل شغل فوق طاقتها”.
بصق عزت الدماء العالقة في فمه هاتفا بتهكم:
-“هو ده بقى يا أستاذة شمس اللي بتتسرمحي معاه ولما عجبتيه قرر يعطف عليكِ ويديكِ فلوس عملية أختك؟”
صاح محمد بغضب وهو يمسكه من تلابيب قميصه:
-“لم لسانك ده بدل ما أقصهولك ويلا قوم غور من هنا وإياك أعرف أنك اتعرضت ليها مرة تانية ويكون في علمك شمس أشرف منك ومن أمثالك وإذا كنت عايز غسيلك القذر يتنشر وكل الناس تتفرج عليه فابقى ضايق شمس
مرة تانية”.
رفع عزت أحد حاجبيه قائلا بحدة:
-“مش همشي من هنا ولا هتحرك خطوة واحدة غير لما أعرف أنت على أي أساس دفعت ليها فلوس المستشفى
وكمان جاي تضرب فيا عشان بعاتبها على مشيها البطال؟”
تمالك محمد أعصابه وأجاب وهو يبتسم واضعا يديه في جيب سرواله:
-“أنا أبقى خطيبها والفلوس اللي دفعتها للمستشفى تبقى مهرها يا نطع يا اللي مش تسوى في سوق الرجالة أكتر من اتنين جنيه”.
شهقت شمس مستنكرة من محمد هذا التصريح فهي لا تطيقه من الأساس فكيف تصبح بين ليلة وضحاها