كادت إلهام تتحدث ولكن انقطع الخط فزفرت بضيق وأرادت أن تتصل بشقيقتها مرة أخرى ولكنها توقفت ووضعت الهاتف جانبا بعدما رأت ابنها الذي دلف من باب الشقة والذي تأكد من معرفتها لكل ما جرى بعدما رأى ملامح وجهها المحتقنة.
هبت إلهام واقفة صارخة في وجه رامز بعصبية نتجت عن تلك الكارثة التي اقترفها في حق ابنة خالته التي أحبته كثيرا وكان جزاء هذا الحب هو الخذلان بهذا الشكل البشع:
-“أنت اتجننت يا رامز ولا جرى لعقلك حاجة؟! إزاي قلبك طاوعك تسيب بنت خالتك قبل فرحكم بأسبوع؟!”
زفر رامز بسأم صائحا بنبرة حازمة فهو قد قرر ألا يخضع لضغوطات والدته مرة أخرى مهما حدث:
-“أنا مش بحبها كزوجة وشايف أننا مش هينفع نكون مع بعض فأرجوكِ يا ماما بلاش تضغطي عليا أكتر من كده لأن أصلا كل اللي إحنا فيه دلوقتي ده بسببك أنتِ”.
أشارت إلهام نحو نفسها مرددة باستنكار فهي لم تكن تريد سوى سعادة ابنها الذي يقف أمامها الآن ويتهمها بأنها المسؤولة عن كل ما حدث:
-“أنت بتلومني يا رامز؟! بعد كل اللي عملته عشانك جاي ترمي مصيبتك فوق دماغي!! أنا كنت عايزاك تتجوز جوازة كويسة وتعيش مبسوط لأني حسيت بالخوف عليك من اللي بيحصل دلوقتي في الزمن المهبب اللي بقينا عايشين فيه”.
هتف رامز بسخرية وهو يجلس أمامها يحيط رأسه بكفيه:
-“خايفة عليا من إيه يا ماما؟! هو أنتِ شايفاني عيل صغير قدامك مش بيعرف يعتمد على نفسه في أي حاجة؟!”
رفعت إلهام بصرها تنظر له وهي تقول بمرارة:
-“لا شايفاك قدامي شاب أهطل ساب البنت اللي بتحبه عشان خاطر واحدة مش محترمة مكانش عندها مشكلة