خرجت نادين من منزل والدتها وذهبت إلى بيت سمية التي رحبت بها بشدة ودعتها للجلوس قائلة بابتسامة:
-“أهلا بيك يا حبيبتي، أخيرا قررتِ تعطفي عليا وتزوريني!!”
تجاهلت نادين جملة سمية وقالت:
-“أنتِ عاملة إيه دلوقتي يا سمية، واضح أن اقتراحي عليكِ بفكرة الدكتور النفسي جاب نتيجة كويسة”.
أخفضت سمية رأسها ولم ترد فهي قد تحسنت بالفعل وصارت تنظر للحياة بنظرة إيجابية بعدما ذهبت إلى الطبيب النفسي على الرغم من شعور الضيق الذي تشعر به بسبب عدم استطاعتها الانتقام من مراد.
التزمت سمية بالصمت فهي لم يكن بإمكانها أن تفصح لصديقتها عن السبب في وجود تلك السعادة التي صارت تشعر بها في الآونة الأخيرة فنادين تعتقد أن الفضل في ذلك يعود للطبيب النفسي ولا تعلم أن الشخص المسؤول عن تحسن حالة رفيقتها هو رامز ابن خالتها.
شعرت سمية بالكراهية تجاه قلبها الذي بدأ يفكر في الحب مرة أخرى بعد كل ما حدث معها وليس هذا فحسب فقد وقع اختياره على رامز الذي صار يهتم بها ويرسل لها كثيرا من الرسائل النصية حتى يطمئن عليها كما أنها
تعلم جيدا أنه هو الشخص نفسه الذي صار يرسل لها باقات الأزهار.
صحيح أنها اكتفت بمشاهدة الرسائل دون أن تجيب عليها ولكن مع مرور الوقت بدأ يعجبها هذا الاهتمام وصار يغزو قلبها رويدا رويدا حتى سقط في شراك الحب وانتهى الأمر.
تحدثت سمية ووجهت لصديقتها سؤالا جعل لسانها ينعقد من شدة المفاجأة:
-“هو أنتِ يا نادين لسة بتحبي رامز؟!”
انفعلت نادين وردت بغضب شديد مستنكرة أن يصدر هذا السؤال من سمية التي تكون صديقتها المقربة قبل أن
تصبح فيما بعد ابنة عم زوجها:
-“إيه الكلام الفارغ اللي أنتِ بتقوليه ده يا سمية!! أنا نسيت رامز وشيلته من قلبي في اللحظة اللي باعني فيها عشان خاطر داليا”.