مختار.
تمتم مختار بينه وبين نفسه بصوت متحسر وهو ينظر إلى زوجته التي بلغت من العمر خمس وأربعين سنة:
-“هو إيه الحظ النحس اللي أنا فيه ده!! يعني عزام اللي هو أقل مني في كل حاجة اتجوز حوالي خمس مرات وكل
مرة بيجيب واحدة أحلى من التانية وأنا اللي ليا وضعي ومركزي ونفوذي متجوز واحدة لما بتغسل وشها من المكياج بتبقى عاملة شبه الرجالة!!”
تمالك مختار نفسه وحاول الحفاظ على رباطة جأشه حتى لا تلاحظ زوجته نظراته لداليا، فهو يدرك حق الإدراك
أنها في حال ضبطته متلبسا بالنظر إلى امرأة أخرى فسوف تجعل حياته جحيما؛ لأنها تمتلك حصة كبيرة من الأسهم في شركاته كما أنه يوجد لديها شأن كبير بفضل نفوذ عائلتها ويمكنها بإشارة واحدة من إصبعها أن تدمره وتجعله يعود إلى حياة الفقر بعدما انتشلته منها قبل خمس وعشرون سنة، فهي عايدة الشرنوبي التي يمكنها
القضاء عليه في لمح البصر.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪
وصل وسام إلى منزله ودلف مباشرة إلى غرفة هانيا حتى يطمئن عليها ومثلما أخبرته فريال فقد وجدها تبكي
بشدة وهي تتطلع إلى شاشة هاتفها.
جلس وسام أمام شقيقته واحتضنها قائلا بحنو:
-“مالك يا حبيبتي، فيكِ إيه؟”
اندست هانيا في أحضانه هاتفة بمرارة وهي تناوله الهاتف حتى يقرأ ما هو ظاهر أمامه على الشاشة:
-“أنا اتفضحت يا وسام وكل الناس عرفوا أني مش بخلف”.
أمسك وسام بالهاتف وقرأ المنشور الذي نشره زياد على صفحته الشخصية والذي صرح فيه عن سبب تطليقه لهانيا ووصفه لها بالأنانية وأكد أنها لا تصلح أن تكون زوجة لأي رجل يرغب في الاستقرار وتكوين أسرة.