تملكت السعادة من رامز لأنه سيحظى للمرة الأولى بفرصة لرؤية ابنه والتعرف عليه عن قرب بعدما طالت مدة حرمانه منه.
سوف يعمل رامز خلال الفترة القادمة على كسب ثقة وحب ابنه خاصة بعدما علم الأسباب التي جعلت الصغير
يخاف من والدته التي أنجبته ويفضل عليها نادية الخادمة.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪
ابتسمت حبيبة وهي تشاهد الصور التي التقطها أصدقائها لحفل الخطبة ثم تأملت محبس الخطبة وهي تشعر
بالسعادة؛ لأنها ارتبطت بمهاب الذي يلح عليها حتى يقوما بتعجيل موعد الزفاف.
توقف بصر حبيبة على إحدى الصور التي ظهر بها وسام مبتسما باستهزاء فتمتمت بينها وبين نفسها بتعجب:
-“أنا مش فاهمة البني آدم ده هيفضل مركز معايا لحد إمتى، وليه حسيت أن مهاب ارتبك ومكانش حاسس
بالراحة لما شافه؟!”
وضعت حبيبة الصور جانبا ونفضت عن رأسها جميع الأفكار السيئة التي تراودها في الآونة الأخيرة وقررت ألا تشغل نفسها سوى بأمر واحد وهو خطيبها الذي يهتم كثيرا لأمرها مثلما كان يفعل شقيقها الراحل.
تنهدت حبيبة بحزن بعدما تذكرت شقيقها وزوجته وتمنت لو أنهما كانا لا يزالان على قيد الحياة ولكن في النهاية هذا قدر الله ومشيئته التي لا يمكن الاعتراض عليها.
همست حبيبة بإصرار فهي على الرغم من مرور وقت طويل على مقتل شقيقها وانتحار زوجته إلا أنها لم تنسَ
ثأرها:
-“إن شاء الله لما أتجوز مهاب هطلب منه يستخدم معارف ونفوذ عزام عشان يساعدني أوصل لقاتل أشرف”.
زفرت حبيبة بضيق متمتمة بعدما خطر عزام في بالها:
-“أنا مش فاهمة أصلا ليه مهاب شغال مع واحد زي عزام؟! ده أنا لما بدأت أشتغل في الشركة سمعت عنه بلاوي تشيب شعر الرأس فإزاي مهاب قريب منه أوي كده ومش خايف من الكلام اللي بيتقال على عزام؟!”
صحيح أن حبيبة لا ترتاح لعزام ولا تحب وجود مهاب تحت إمرته؛ لأنها تشعر بانقباض في قلبها كلما رأته أمامها
ولكن كما يقال الغاية تبرر الوسيلة وهي لديها استعداد للتحالف مع الشيطان نفسه حتى تعرف هُوية المجرم الذي أزهق روح أخيها الوحيد.
يجب عليها أن تستخدم عزام حتى تصل إلى قاتل أشرف وبعد ذلك سوف تحرص أشد الحرص على إبعاد مهاب
عن هذا الرجل إلى الأبد.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪
دلف مهاب إلى منزل عزام وأخذ يسير حتى وصل إلى غرفة الصالون ثم وقف أمامه قائلا باحترام وهو يتجنب النظر
نحو داليا التي تثير اشمئزازه:
-“كل التجهيزات الخاصة بالحفلة جهزت على أحسن مستوى زي ما أنت طلبت مني”.
ابتسم عزام وهو ينظر إلى داليا قائلا بفخر: