تولد أمل جديد في قلب رامز وهو يسألها بلهفة بعدما اعتدل في جلسته وأنصت إليها جيدا منتظرا منها أن تؤكد له أنها أخبرته بالفعل عن وجود وسيلة تتيح له رؤية ابنه العزيز:
-“أنتِ متأكدة يا نادية من الكلام ده؟”
أومأت نادية مؤكدة بقولها وهي تسرح بخيالها في حجم المكافأة التي ستحصل عليها من رامز لأنها منحته فرصة ذهبية سيتمكن بواسطتها من رؤية ابنه الذي حُرم منه:
-“أيوة يا رامز بيه، أنا سمعت مدام داليا وهي بتتكلم في التليفون وقدرت أعرف من وسط كلامها اسم الحضانة
اللي هتودي فيها إسلام”.
أمسك رامز قلمًا وورقة وهو يقول بإلحاح:
-“طيب مستنية إيه؟! قوليلي بسرعة اسم الحضانة دي وكمان عايز أعرف المواعيد اللي هتوديه فيها والوقت اللي
هتروح تاخده فيه منها”.
منحته نادية العنوان وأخبرته أن داليا لن تقوم بإيصال إسلام بنفسها إلى الحضانة وإنما سوف تأتي الحافلة الخاصة بالروضة وهم سيقومون بتوصيله وإعادته عندما يحين موعد الانصراف.
دوَّن رامز العنوان ووضع الورقة داخل أحد الأدراج ثم أمسك بصورة ابنه التي التقطها له وعمره لا يزال أسبوعا.
نظر رامز إلى الصورة مليا وكفكف دموع الفرحة التي هبطت من عينيه، ثم ابتسم وشكر نادية وهو يهتف بامتنان مؤكدا لنفسه أن أموال الدنيا كلها لا تكفي لتسديد المعروف الذي قدمته له على طبق من ذهب:
-“أنا متشكر جدا يا نادية، صدقيني أنا مش عارف كنت هعمل إيه من غيرك، وليكِ عليا هتاخدي مبلغ محترم لو قدرت فعلا أني أشوف إسلام بكرة”.
ابتسمت نادية وهتفت بحماس بعدما قررت أن تنفذ الفكرة التي تدور في رأسها حتى تحصل على رصيد كبير من
المكافآت:
-“طيب وأنت ليه تستنى لبكرة عشان تشوفه وأنا أقدر أخليك تشوفه دلوقتي؟!”
رفع رامز حاجبيه بعدم فهم ولكنه سرعان ما استوعب قصدها عندما فتحت نادية الكاميرا وظهرت له صورتها.