وأخذت تقلب بين المنشورات بعشوائية إلى أن استوقفها منشور كان بالنسبة لها الطامة الكبرى التي أحرقت قلبها.
هذا المنشور نشرته صديقتها شيري مهنئة به زياد؛ لأنه قام بالأمس بخطبة فتاة جميلة تعرف عليها منذ مدة
قصيرة.
هزت هانيا رأسها باستنكار وفتحت صفحة زياد حتى تتأكد من الأمر ووجدت بالفعل العديد من الصور التي تعود إلى حفل الخطبة مرفقة بالعديد من كلمات الغزل والحب التي يوجهها زياد إلى خطيبته.
ألقت هانيا الهاتف على الوسادة وأخذت تبكي بشدة شاعرة بالحسرة؛ لأن الفتاة التي خطبها زياد أجمل منها بكثير ولا يوجد وجه مقارنة بينهما.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪
استيقظ محمد من النوم بعدما تلقى اتصالا من أحد رفاقه القدامى والذي قد طلب منه أن يقوم بعمل تحريات عن شمس حتى يجد تفسيرا لمعرفتها بأمر عمله السابق في الشرطة كما أنه يريد أن يعلم سبب كرهها الشديد له.
كان من الممكن أن يستعين محمد بوسام ولكنه فضل عدم القيام بذلك لأنه لا يريد أن يشتت ذهنه عن قضية عزام
وأيضا هو لا يرغب في أن يعلم أحد من المقربين منه بمسألة حبه لشمس.
أجاب محمد على الاتصال هاتفا بتساؤل:
-“إيه أخر الأخبار يا وائل؟ عرفت توصل لحاجة؟”
أومأ وائل هاتفا بإيجاب يشوبه بعض التردد؛ لأنه يدرك جيدا أن المعلومات التي وصل إليها ستكون صادمة للغاية بالنسبة لصديقه القديم:
-“أيوة يا محمد، بالنسبة لموضوع شمس السمدوني اللي أنت طلبت مني أعمل تحريات عنها فهي طلع عندها
سابقة آداب”.
رمش محمد بعينيه عدة مرات وانفرج فمه قبل أن يقول بذهول:
-“سابقة آداب!!”