وصلت سمية إلى منزلها وفتحت باب الشقة بهدوء ثم تسللت نحو غرفتها دون أن تشعر بها والدتها التي لم تلاحظ خروجها من الأساس.
جلست سمية على حافة السرير وهي تتنهد براحة ناظرة بفخر إلى انعكاس صورتها في المرآة؛ لأنها تمكنت من الانتقام من كريم الذي تحرش بها وافترى عليها.
نهضت سمية وقامت بتبديل ملابسها ثم أخرجت المسدس الذي استخدمته من حقيبتها وقامت بوضعه داخل الخزانة أسفل كومة مطوية من الثياب.
أغلقت سمية باب الخزانة وهي تفكر في الطريقة التي ستعيد بها المسدس إلى شقة محمد فهي قد قامت
بانتشاله من أحد الأدراج أثناء تنظيفها لشقة أخيها وقررت في النهاية أن تنتظر الموعد الذي يتم به تنظيف الشقة حتى تعيد السلاح إلى مكانه دون أن ينتبه أحد لما جرى.
شعرت سمية بالخوف بعدما سمعت صوت والدتها تنادي عليها فهي كانت تظنها قد غرقت في سبات عميق.
خرجت سمية من الغرفة وذهبت إلى حيث توجد والدتها وهي تهتف بدهشة:
-“خير يا ماما، إيه اللي مصحيك لحد دلوقتي؟!”
ردت جميلة بابتسامة هادئة:
-“أنا كنت نايمة وصحيت عشان أشرب ولما جيت أرجع على أوضتي لقيت نور أوضتك شغال فقولت أنادي عليكِ أشوفك إذا كنتِ صاحية ولا كالعادة هلاقيكِ نمتِ ونسيتِ تطفي النور”.
أومأت سمية وتحدثت بهدوء قبل أن تهم بالعودة إلى غرفتها:
-“تمام يا حبيبتي، تصبحي على خير”.