▪▪▪▪▪▪▪▪▪
ابتسم محمد بعدما أزال الطبيب الضمادة عن ظهره وساقيه ورأى أنه قد وصل أخيرا إلى النتيجة المُرضية بالنسبة له بعدما خضع لسلسلة طويلة من عمليات التجميل التي استنزفت كثيرا من أمواله فضلا عن جلسات
العلاج الطبيعي التي كانت تستلزم منه جهدا كبيرا حتى يحتمل الألم الفظيع الذي شعر به أثناء وعقب كل جلسة.
نظر الطبيب إلى محمد وقال:
-“إيه رأيك بقى؟ أظن أنت كده مبسوط بالنتيجة لأن المرة دي مش باين أي أثر للحروق اللي كانت موجودة وكأنها
محصلتش من الأساس”.
أومأ محمد قائلا والفرحة تملأ كيانه:
-“عندك حق يا دكتور، أنا فعلا من كتر ما النتيجة مبهرة مش حاسس أن كان فيه أي حروق في جسمي قبل كده”.
تذكر محمد كلمات هانيا الجارحة بعدما أصيب بتلك الحروق الهائلة في ذلك الحادث الأليم فقد كانت زوجته السابقة تسخر منه ومن هيئته ولم تترك كلمة مهينة إلا وقذفته بها وكأنها كانت تنتظر الفرصة المناسبة حتى تتخلص من الرابط الذي يجمعها به.
منذ انفصال محمد عن هانيا وهو يقول سحقا للعشق وأوهامه، فأنا هو العاشق الذي جُرح وكُسر قلبه على يد الفتاة الوحيدة التي أحبها ولن أقع في شراك الحب مرة أخرى حتى لو كان ثمن ذلك هو حياتي.
لم يفكر محمد طوال السنوات الماضية في فكرة الزواج مره أخرى إلا بعدما رأى تلك الجميلة التي سحرته بنظرات