والأسى اللذين تشعر به فقد تم انتهاكها تحت مسمى زواج وهمي اتضح عدم وجوده كما أنها أمضت عامين من عمرها داخل مصحة نفسية حتى تتعافى قليلا من أثر الصدمة التي لحقت بها.
عادت سمية إلى غرفتها ثم فتحت خزانتها وارتدت فستان داكن اللون يناسب الحالة النفسية التي تمر بها.
حملت سمية حقيبتها وخرجت من غرفتها وهي تنادي على والدتها قائلة:
-“أنا خارجة دلوقتي يا ماما، مش عايزاني أجيبلك حاجة معايا وأنا جاية؟”
هزت جميلة رأسها بنفي قائلة:
-“تسلمي يا حبيبتي، أنا مش عايزة حاجة غير سلامتك”.
غادرت سمية المنزل تحت نظرات جميلة التي كانت تشعر بالحسرة على ابنتها الوحيدة فعلى الرغم من عودة سمية لطبيعتها وتجاوزها بشكل ظاهري للصدمة إلا أنها تشعر أن ابنتها لا تزال تحمل في قلبها كثيرًا من العذاب والألم والمعاناة ولكنها تتعمد إخفائهم عن أعين الجميع حتى لا يظنوا أنها ستدخل في نوبة انهيار جديدة تستلزم منهم إعادتها إلى المصحة.
كانت سمية تلزم غرفتها بعدما خرجت من المصحة ولم تكن تبرحها وهذا الأمر أحزن جميلة التي كانت تريد من ابنتها الخروج من عزلتها.
تفاجأت جميلة في يوم من الأيام عندما أخبرتها سمية أنها ستخرج من المنزل للتنزه وقد صار هذا الأمر يتكرر منذ