-“لا يا شيخة!! تصدقي أنتِ فعلا طلعت مسكينة وأنا ظلمتك”.
انتبهت داليا للنبرة الساخرة التي نطقت بها أمنية جملتها فتصنعت الأسف وهي تقول:
-“اللي خلاني أوافق على رامز هو أن أمي سمعتني في مرة وأنا بكلمه وبهدلتني أخر بهدلة ومكانش قدامي حل يخليها تهدى غير أني أقولها أنه هيتقدملي لأنها صعبة أوي وأبويا مش هيسكت لو عرف بالموضوع ولو أنتِ مش
مصدقاني يا أمنية تقدري تروحي تسألي رامز وهو هيأكد ليكِ أني مش بكدب عليك في أي كلمة من اللي أنا قولتها”.
أنهت أمنية المكالمة وهي تشعر بالحيرة فإذا صدقت داليا في حديثها فهذا يعني أنه لا يوجد لها ذنب في كل ما جرى وأن الخطأ كله يقع على شقيقها الذي ذهب وأحب فتاة تعرف عليها من مواقع التواصل الاجتماعي ولم يحترم رابط الخطبة الذي يجمعه بنادين.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪
علمت سمية بما حدث مع نادين فأخذت تسب ابن خالة صديقتها الذي فعل هذا الأمر بابنة خالته.
على الرغم من عدم معرفة سمية برامز فهي لم تره من قبل لأنها لم تحضر حفل خطبة نادين لأنه تزامن مع وجود حالة وفاة في عائلتها إلا أنها صارت تكرهه لأنه مزق قلب صديقتها.
ذهبت سمية إلى منزل نادين وأخذت تواسيها مؤكدة لها أن الله سوف يرزقها برجل أفضل بكثير من رامز الذي حطم قلبها بمنتهى القسوة والجبروت.
نظرت نادين إلى صديقتها قائلة بامتنان:
-“شكرا ليكِ يا سمية على وقفتك جنبي، أنا والله العظيم راضية بقضاء ربنا وواثقة أنه هيعوضني خير”.
انهمرت دموع نادين وتحشرج صوتها وهي تكمل حديثها تحت نظرات سمية المشفقة على حالها:
-“أنا اللي مزعلني هو فرحة أمي اللي اتكسرت واللي بقيت خايفة تخرج للشارع من ساعة ما الجيران عرفوا أن الفرح اتلغى، فيه ناس كتيرة أوي شمتت فينا وقالوا في حقي كلام وحش أوي عمري ما كنت أتخيل أني أسمعه طول حياتي”.