-”واضح جدا من مظهرك دلوقتي وهيئتك وقت الحادثة أنك بتمري بفترة حداد”.
أخفضت حبيبة بصرها تنظر إلى ملابسها السوداء التي لا تزال ترتديها على الرغم من انقضاء فترة الحداد على شقيقها وزوجته.
ابتلعت حبيبة غصة مريرة في حلقها وتمتمت بشرود:
-“كل الناس بقت واخدة بالها من القهر اللي ظاهر على وشك يا حبيبة بعد ما خسرت أخويا ومراته اللي هي صاحبتي المقربة دفعة واحدة”.
هتف مهاب بتعاطف لم يتوقع أن يظهره في يوم من الأيام أمام شخص لا يعرفه:
-“البقاء لله، ربنا يجعلها أخر الأحزان”.
لم تتوقع حبيبة أن يصل صوتها الخافت إلى أذني مهاب الذي جعلها تتأكد من تصرفه أن حاسة السمع لديه قوية للغاية.
استأذنت حبيبة حتى تغادر ولكنها تعثرت وسقط من حقيبتها فواتير متأخرة للكهرباء والمياه والغاز لم تقم بتسديدها بسبب سوء أحوالها المادية بعد مقتل شقيقها.
التقط مهاب الفواتير وأعطاها لحبيبة وعرض عليها المساعدة بقوله:
-“لو محتاجة أي مساعدة تقدري تطلبي مني لأن أنتِ رجعتِ ليا محفظتي بالفلوس اللي كانت موجودة فيها والمفروض يكون ليكِ عشرة في المية من الفلوس دي”.
ابتسمت حبيبة رافضة عرضه بتهذيب:
-“شكرا جدا لحضرتك، الموضوع كله هو أني اترفدت من شغلي بعد موت أخويا لأني فضلت غايبة أسبوع والمدير رفض يتقبل عذري، والأمور كلها هتتحسن إن شاء الله أو ما هلاقي شغل جديد”.