▪▪▪▪▪▪▪▪▪
أصيبت حبيبة بحالة انهيار عصبي بعدما علمت بانتحار أريج فهي كانت صديقتها المقربة قبل أن تصبح زوجة لشقيقها الراحل.
ظلت حبيبة حبيسة في منزلها طوال الأسبوعين الماضيين وكانت ترفض مقابلة أي شخص ولم يشغل بالها سوى
شيء واحد وهو البحث عن قاتل أخيها والانتقام منه بأبشع الطرق الممكنة.
قررت حبيبة الخروج من عزلتها فذهبت إلى المقابر وزارت قبر أريج وقرأت لها الفاتحة وبعض الآيات القرآنية ثم هتفت بأسى:
-“ليه عملتِ كده في نفسك يا أريج؟ وجودك كان بيهون عليا موت أشرف بس بعد ما أنتِ كمان حصلتيه بقيت
حاسة أني لوحدي ومليش حد في الدنيا”.
غادرت حبيبة المقابر بعدما جلست تتحدث أمام قبر أريج لمدة تجاوزت نصف ساعة، وسارت في الشارع بذهن
شارد ولم تنتبه إلى السيارة التي كانت تسير خلفها بسرعة جنونية.
صدمتها السيارة فسقطت أرضا أمام أعين المارة الذين أقروا بأن ما حدث كان بسببها؛ لأنها لم تنظر إلى الطريق جيدا قبل عبورها.
خرج قائد السيارة وانحنى قليلا بجوار حبيبة يتفحص إصابتها وهو يتمتم بغضب:
-“هو أنا كنت ناقصك أنتِ كمان الساعة دي!”
حمل قائد السيارة حبيبة وتوجه بها إلى المستشفى وتمكن الأطباء من إسعافها وتضميد جرحها الذي لم يكن
خطيرا مثلما كان يبدو من مظهره.
سار الرجل ينوي المغادرة بعدما اطمئن على سلامة حبيبة ولم يتوقف عندما سمع صوت الممرضة التي كانت تنادي عليه.
تنهدت الممرضة بسأم وهو تلتقط المحفظة التي سقطت من الرجل أثناء مغادرته ونظرت إلى بطاقته الشخصية